كريم بنزيمة: الرحيل كرجل والتقدير لموهبة فينيسيوس جونيور
عندما تحدث كريم بنزيمة عن رحيله من ريال مدريد، كانت كلماته تحمل أبعادًا عاطفية وإنجازية عميقة. قال: "وصلت إلى ريال مدريد شابًا، وغادرت كرجل، مع العديد من الألقاب، الكرة الذهبية، ورحلت في أفضل مستوى ممكن." هذه الجملة ليست مجرد وداع من لاعب كبير، بل هي اختصار لمسيرة طويلة من العطاء، التحولات، والتحديات التي جعلت من بنزيمة أحد أعظم المهاجمين في تاريخ النادي الملكي.
من شاب واعد إلى أسطورة في البرنابيو
عندما انضم بنزيمة إلى ريال مدريد عام 2009 قادمًا من ليون، كانت عليه ضغوطات كبيرة لإثبات نفسه وسط كوكبة من النجوم مثل كريستيانو رونالدو وكاكا.لم تكن بداياته سهلة، حيث تعرض لانتقادات بسبب عدم استقراره أمام المرمى، لكنه بمرور الوقت تطور ليصبح اللاعب الأكثر تكاملًا في الفريق.
مع رحيل كريستيانو رونالدو عام 2018، تغيرت معادلة بنزيمة بالكامل.تحمل مسؤولية قيادة الهجوم وأصبح النجم الأول في الفريق.أرقامه أصبحت مذهلة، ولم يكتفِ فقط بالتسجيل، بل أصبح صانع ألعاب مميزًا، قادرًا على خلق الفرص لزملائه، خاصة الجناح البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور.
لحظة التتويج والرحيل في القمة
كان موسم 2021-2022 نقطة التحول الأكبر في مسيرة بنزيمة، حيث قاد ريال مدريد للفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، محققًا أرقامًا فردية رائعة، ليتوج في النهاية بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.لم يكن هناك أي جدل حول استحقاقه للجائزة، فقد قدم أداءً استثنائيًا، خاصة في مراحل الحسم من دوري الأبطال، حيث سجل هاتريك ضد باريس سان جيرمان، وتألق ضد تشيلسي ومانشستر سيتي.
عندما قرر بنزيمة الرحيل إلى الاتحاد السعودي في صيف 2023، فعل ذلك وهو في قمة مستواه.لقد غادر النادي وهو يعلم أنه قدم كل ما لديه، وترك بصمة لا تُنسى.
دعم فينيسيوس جونيور لجائزة الكرة الذهبية
في تصريح آخر، أكد بنزيمة دعمه الكامل لزميله السابق فينيسيوس جونيور للفوز بالكرة الذهبية، قائلًا: "مع كل الاحترام، لا يوجد لاعب يستحق جائزة الكرة الذهبية أكثر من فينيسيوس جونيور العام الماضي."
هذه الكلمات لم تكن مجرد مجاملة، بل تعكس قناعة بنزيمة بأن فينيسيوس جونيور قدم موسمًا استثنائيًا، وكان أحد أهم اللاعبين في نجاحات ريال مدريد.فمنذ رحيل بنزيمة، أصبح فينيسيوس النجم الأول للفريق، واستمر في تقديم مستويات مذهلة، سواء من حيث التهديف أو الصناعة.
فينيسيوس لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل تطور ليصبح قائدًا داخل الملعب، يلعب بثقة كبيرة ويقود الفريق في الأوقات الحاسمة.أداؤه في دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني جعله منافسًا قويًا على الجائزة، لكن يبدو أن بعض العوامل الأخرى حالت دون فوزه بها، مثل المعايير المختلفة التي تأخذها الجوائز الفردية في الاعتبار.
إرث بنزيمة واستمرار نجاح ريال مدريد
رحيل بنزيمة عن ريال مدريد لم يكن نهاية لحقبة فحسب، بل بداية جديدة لجيل جديد من اللاعبين. اليوم، يعتمد ريال مدريد على مجموعة من المواهب الشابة مثل فينيسيوس، رودريغو، جود بيلينغهام، وكامافينغا، الذين يسيرون على خطى الأساطير السابقين.
لكن إرث بنزيمة سيظل خالدًا في قلوب عشاق ريال مدريد.فهو لم يكن مجرد مهاجم يسجل الأهداف، بل كان قائدًا بالفطرة، لاعبًا غير أناني، وركيزة أساسية في نجاحات الفريق خلال العقد الأخير.يمكن القول إن كريم بنزيمة غادر ريال مدريد كرجل وأسطورة، لكنه ترك خلفه جيلاً قادرًا على حمل الشعلة ومواصلة تحقيق البطولات.
وكلماته عن فينيسيوس ليست مجرد إشادة، بل هي اعتراف من لاعب عظيم بأن المستقبل مشرق لهذا النجم البرازيلي الشاب، الذي قد يكون في طريقه ليصبح أحد أعظم لاعبي ريال مدريد في السنوات القادمة.
تعليقات
إرسال تعليق